"يعتقد الرجل أنه بلغ غايته إذا استسلمت له المرأة , بينما تعتقد المرأة أنها لا تبلغ غايتها إلا إذا شعرت بأن الرجل قد قدّر ما قدمته له".
قالت الشمس : "رحل " ................
وتوقفت الأيام ... وتجمدت الوعود والأماني ... ومات الحلم الجميل في مهده .. بل في الرحم ...
قالت رحل ... دون وعود ... دون وداع ... دون نظرة أو لمسة أخيرة ...
قلبي المتعب لملم تنهداته ... فلا صديق عرفت ولا حبيب كسبت ... ولا أما ً عرفت ... قلبي مشى وحيدا ً إلى الفناء ...
هذه الدنيا يا قلبي قد أخذت حتى أحبتنا ... وكتبت علي مصيري المحزن منذ صرختي الأولى ... منذ أن بدأت أتنفس هوائها الملوث ... منذ أن سرقت ضحكتي لتترك مكانها جرحا ً قابلا ً للتجدد مع كل شخص يمر على صفحات أيامي .. منذ أن عرفت حروف الهجاء ... منذ أن ألبستني أمي المريلة البيضاء .. منذ أن بكيت مع كل طفل حزين ... حتى كبرت .. وقرأت كلماتي بسهولة ... ورأيت الكذب وعرفت الخداع ... هربت ... وما زلت أهرب ...
كلما تساقطت حبات المطر الباردة من عيون السماء أبكي ... كلما أطبقت السماء أجفانها حزنا ً على الأرض .. أبكي .... من يتعود العذاب لا يحيا إلا به ... جفت الدماء في شرايين وتوقف الحب بأمري وىمنت أخيرا ً بأن :
" عندما تبرد المحبة في قلب المرأة فلا تعود أجواخ العالم تدفئها".
يغط حبيبي في نومه , ونومي أنا يجافيني , برود الثلج في صدره , أداعبه فيبكيني , بدأنا حبنا فرحا ً , فأنهاه بسكين , أحبه يالقسوته , مرار الكأس يسقيني , يبث الهم في دمي , ويمتص شراييني , يزرع مهجتي قهرا ً وأسامحه فيشقيني , بعاده عني آلمني , وحطم كل ما فيني , توقف عن مضايقتي , فضيق الضيق يشكيني , رجال الكون كلهم , برأيي اليوم شياطين , أريدك أن ترفق بي , أطلب منك باللين , سأرحل عنك في الدنيا مجرّحة ً , كتجريح المساكين.
أبكيك في الليل عشرين مأتما ً... وأمارس طقوس الموت في النهار مليون مرة , وأقدم دمعي قربانا ً دافئا ً مرا ً.أسعى إليك كالصلاة ببراءتي وطفولتي.
أقسمت بكل عمري أنك الصديق الوحيد الذي عرفت ... أنك الأم التي تمنيت .. أنك الحب الذي طويلا ً انتظرت ... لكن بيني وبينك أمد واجم بعيد وعلى بابي ألف سجّان ... يكفي المرأة رجل واحد لتفهم به جميع الرجال , ولكن نساء الكون لا تكفي الرجل ليفهم امرأة واحدة.... وأنت لم تفهمني مهما أقسمت أنك فهمتني ...
أيها البشر ... أعطيكم حياتي ... فالمرأة التي تعطي الغير حياتها هي امرأة لم تجد رجلا ً تعطيه هذا الحب.... أو وجدته فضيعها فضيعته ...
في عالم دائم الدوران , حيث لا اسم لي ولا عنوان ... وجدتك ... كنت أرى في عينيك العاطفة والحياة والحنان ... شعرت معك بالدفء ...
أنظر على صدرك .. هل جف دمعي عليه أم بعد؟!!! ....
إياك أن ترى الضعف في عيوني ..
أنا راحلة عن دنياك وعن دنيتي فإلى أين المسير..........؟؟؟؟!!!!
إلى أين المسير..........
ملاحظة : " أنت برئ مني تماما ً فاطمئن يا طفلي الغالي " ..........